تروي لنا أم قصتها في الولادة!.......
كان يوماً جميلاً.. اليوم الذي حللت فيه التحليل المنزلي وظهرت الخطوط التي تقول لي.....مبروك حامل!
أتذكر أن أول فكرة قالها عقلي لي: اتورطتِ !! دخوله ليس مثل خروجه!!!اعترف أني كنت مرعوووبة من فكرة الولادة الطبيعية...كيف سيخرج بني ادم كامل من فتحة صغيييرة!!! وكنت مقتنعة بأن القيصري أرحم، وتمنيت الولادة القيصرية لأني لم أستوعب فكرة توسع هذه الفتحة!! بعد فترة اكتشفت بأن الولادة القيصرية متعبة جداً بعد الولادة، وآثارها مستمرة، بينما الولادة الطبيعية خفيفة ويمكنك القيام والحركة بعدها بشكل سريع، والعودة للحياة الطبيعية بعدها أفضل وأسرع!...قرأت وقرأت في الموضوع، تابعت ولادات في اليوتيوب لأمهات أجانب (أوربيات وأمريكيات غالباً)...كنت أتفاجأ بسهولة الولادة عندهم! تجلس الأم أثناء الطلق بدون صراخ أو نواح! زوجها أو أمها أو أي أحد مقرب يدعمها ! من حولها يبتسم بهدوء حقيقي غير متصنع، وآخر مقطع شاهدته كان لأم ولدت داخل الماء وسط صالة بيتها وبعد الولادة مباشرة رفعت الطفل وقالت لبناتها (وهم فاردين ألعااااب وراها ) تعالوا شوفوا أخوكم!!! وبس !!حملي كان صعب ومجهد بسبب سكر الحمل! وتمنيت تكون ولادتي سهلة، ودعوت الله كثيراً أن لايجمع لي بين صعوبة الحمل والولادة...عندما وصلت الشهر السابع كنت أراجع في المستشفى، وتحديداً مراجعة لسكر الحمل (وهذا التحليل يستغرق يوم دوام كامل في المستشفى لمراقبة السكر خلال اليوم)، وكانت غرفة تنويم السكر مقابل غرفة الولادة...وفجأة أثناء جلوسي بكل أمان وفي يدي كتاب استمتع به، دخلت امرأة وجلست على سرير بجانبي...وقالت الممرضة لها ابقي هنا وإذا شد الطلق بلغي الممرضة لننقلك !!...طلق! ولادة! تحفيز …. وكلمات أخرى مشابهة سمعتها أثناء جلوسي بجانب المرأة...قلت في نفسي: حمااااااس ماشاءالله وصلت لنهاية الرحلة الشاقة! لكن....فجأة دب الرعببببب في قلبي...عندما تخيلت نفسي مكانها،، واقعياً كنت أفكر في المجهول...كلمات متعددة متعلقة بالولادة نسمعها كثيراً دون أن نفهم معناها ووظيفتها أثناء الولادة...الولادة نفهمها بشكل مجمل فهي (خروج الطفل من الرحم) لكن تفاصيلها لا نفهمها...قد يقول البعض: ولماذا أفهم؟ هذا ليس عملي! بل عمل الطبيب...في نفس اليوم جلست مع موظفة إدارية في المستشفى وحكت لي عن ابنتها التي أعادوها المستشفى للبيت، لتتفاجأ بنزول ابنها فجأة في المنزل ووجدته بين أرجلها!! فزاد رعبي....هذه القصص والمواقف جعلتني أفكر جدياً في فهم الولادة بشكل تفصيلي واضح حتى حتى أخفف من خوفي.
بحثت وسألت حتى هداني الله لإعلان دورة (أماني للولادة الطبيعية) مع د. رؤى الطويلي و ا ايمان عثمان...اشتركت فيها بدووووون تفكير، بل بالعكس بكللل حماس...لاني مؤمنة بأهمية العلم والتعلم عن موضوع الولادة من شخصيات متخصصة، خصوصاً أني لا أحب سماع (خرابيط الحريم) غير المتناهية...فكل امرأة تفتي من (كيسها) وتجربتها الشخصية أو ما تعلمته من جدتها أو أمها وليس له أي الاثبات العلمي...المهم....اشتركت في الدورة واستفدددت، وتغيرت نظرتي التامة للولادة الطبيعية، وهدأت نفسيتي كثيييير عن ما قبل الدورة، وشعرت أن الموضوع وردي وأليف وجميل، وأن قدرة الله فيه أكبر من كل تصوراتنا وتفكيرنا.. وأن كثير الآلام ناتجة عن رهبة الموقف ورعب المستشفى، وتصورات عقلية مخزنة في العقل أن الولادة ألم لايحتمل مثل الحرق، وحكاوي الحريم اللا متناهية..عندما اقتنعت بأني من الممكن أن ألم بألم محتمل وخفيف...قررت أن أتحدث بذلك لمن حولي، فكنت أقول للكل أن متفائلة بأن الله سييسر ولادتي بسهولة!..العجيب أن النساء كانوا يهمسون في أذني (أنا ولادتي كانت زي (الحمام) !! لكن لا أتكلم خوفا من العين!!!) شفتوا عودونا للأسف أن لا ننشر إلا الكلام السلبي....والأسوأ عندما أخبر من حولي عن الدورة التي التحقت بها يقولون: يوم الولادة سيذهب هذا الكلام، ولن تتذكري شيء! الألم لن تتحمليه ! وستكون هذه الدورة لا قيمة لها!..وقد كنت أُذكر نفسي بأن كلامهم ناتج عن جهلهم، فقد دخلوا تجربة الولادة بلا علم مسبق إلا من تجارب من حولهن.
وجاء اليوم المنتظر يوم الولادة!
بعد أن وصلت للأسبوع ٣٩ تم تحديد موعد طلق صناعي يوم الثلاثاء...واستخرت الله أن يتمه إن كان خيراً، أو يعجل لي بالفرج قبله...والحمدلله، استيقظت يوم السبت على٤ طلقات بألم محتمل...مثل ألم الدورة القوووووي، قلت لزوجي إن الألم مثل الدورة الشديدة وهذا الألم نادر الحدوث معي، وعندما يأتيني لا أذهب إلى عملي! لكن لا أعتقد بأنه طلق لأنه لم يصل للظهر ولا أشعر كأنه ماس كهربائي -كما سمعت من النساء...اتصلت بعد صلاة الظهر على أمي وأخبرتها فقالت بأن طلقها مثل ألم الدورة الشديد لا يكون الألم في الظهر!!..اعترف بأني خِفت!!..هل فعلاً هذا طلق؟؟ هل سألد خلال ساعات!! هل ستنتهي رحلة الوهن؟ يارب يارب ….وبدأت في حساب الوقت بين كل طلقة وأخرى...فعلا كل ١٠ دقائق أو٨ تقريبا طلقة!!..جلست اكتب الساعة والدقيقة مع كل طلقة...واتنفس مثل ما تعلمت في الدورة...الحمد لله كنت هادئة تماماً.. وبدأت أرتب نفسي وأستعد.. حتى أني (سشورت شعري) !...وراجعت كتاب الدورة حتى أرى في أي مرحلة من المخاض وصلت، وأتذكر أني قرأت في الكتاب عبارة (تذكري أن الولادة هي يوم واحد على الأكثر وسينتهي) كانت هذه العبارة محفزة لي جداً لأكون قوية وهادئة.. ( طبعا بدون الدورة كنت سأكون مرعوبة في هذه اللحظات ومفجووووعة وجري ع المستشفى وو)...أذن العصر.. صليت....ثم جلست أرتب مع زوجي بعض الأوراق والملفات لعملي، وأخذنا مقاسات ستارة غرفة المعيشة وتكلمنا واتفقنا على عدة تغييرات وترتيبات للبيت وانشغلت بأشياء كثييييرة ماعدا رعب الولادة....لكن بالطبع كنت مترقبة ومتحمسة وأقول لنفسي هل من الممكن أن يأتي الغد وولدي في حضني والفرج صار وتحقق!! يارب....عند صلاة العشاء بدأ الطلق ينتظم كل ٧ دق وبدأ الألم يشتد...قال زوجي: الأفضل أن نذهب للمستشفى لأن الطريق طويل، ويتوقع أن يتقارب الطلق عند وصولنا ليصل إلى خمس دقائق بين الطلقة وأختها!..وذهبنا ....دخلت غرفة المخاض مع ممرضة عسوووولة من جنوب أفريقيا اسمها (زوديا) قاسوا الرحم: فقط ٣سم !...قالت الطبيبة بأن نصف الطلقات كاذبة لأنها كانت بعد حركة الجنين أو مع دخولي لدورة المياه (أجلكم الله) فنصف الطلقات لاتُحتسب..أعطوني إبرة مسكن وقالوا لو الطلق كاذب سيسكن مع المسكن، ولو حقيقي سيستمر!...وخيروني بين بقائي في المستشفى أو عودتي للمنزل...فاخترت العودة طالما أني في البداية حسب قولها....قالت لي الطبيبة: الأفضل عودتك لبيتك،، استحمي بماء ساخن ليخف الألم..وامشي قليلاً....وغداً تقرر طبيبتك الساعة ٣ العصر -حيث كان موعدي معها...لا أخفيكم.. أصابني إحباط شديد حينها...فقد تجاوزت ١٢ ساعة مع الطلق.. هل أحتاج إلى ١٥ ساعة أخرى لتقرر طبيبتي ؟؟...عدت للمنزل وأنا منهكة جداً وأتمنى لحظات هادئة من النوم...وتوقعت أن يختفي الطلق مع الماء الحار! لكنه لم يخف!..ارتحت مع الماء كثيراً...فملأت حوض الاستحمام بالماء الحار وجلست فيه من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الثالثة...بدأ الألم يشتد!! وأصبح الطلق كل ٣دقائق !! والألم شدته زادت! بدأ جسمي يُنهك واستفرغت لقيماتي الأخيرة!!..ورغم الألم وشدته إلا أن الماء الحار ساعدني كثيراً في تحمله...في هذه اللحظات استرخيت تماماً داخل الماء رغم شدة الألم.. زوجي قال لي وهو متوتر: يبدو أنك تتحايلي حتى تلدي داخل الماء !!..ضحكت وحاولت تناسي الألم، لكن لم أستطع من شدته....وفجأة قلت له اتخذ أنت القرار متى نذهب، فأنا منتهية من التعب...قال: نذهب الآن!..ذهبنا وأثناء الطريق زاد الألم، وكانت حركة السيارة تزيد الآلام، واتذكر أني تعلقت بيدي في المقبض العلوي حتى استطيع استحمال الألم بعض الشيء...وصلنا المستشفى ودخلت غرفة مخاض أخرى مع ممرضة اخرى، و لم نفحصني الطبيبة، وقالت: موعدك مع طبيبتك الساعة ٣ بعد الظهر!! ولم تصدقني أن الألم مستمر قالت هو طلق كاذب! وغادرت الغرفة.
وهنا بدأت المغامرة!
تقريبا الساعة ٤ الفجر، لم يعد التنفس يجدي مع الألم!! فهو مستمر!...بدأت أدوخ وأفقد السيطرة على نفسي، وأصبحت أطلب أي مسكن!...خلاص احتااااج مسكن ! مهديء!! اي شيء!!...كنت أنادي .. ولم أجد أي احد حولي! ولم يساعدني أحد! بل حتى لم يكلمني أحد...الممرضة تقول: نفس نفس! قولي لا اله الا انت سبحانك..! وانا كل مالي ادخل في الم وادوخ الين قلت ابغى ابرة ظهر خلااااااص!...كان وقتها تفكيري اني حاجلس ع كدة للصباح...وممكن للعصر فكيف استحمل؟...الساعة ٥ و١٨ دقيقة اذن الفجر!...صرت افكر اني كيف حاصلي بهذا الوضع؟...اصلا ما حاقدر يارب سامحني لو طنشت الصلاة! .وانا في تفكيري هذا فجأة جات طلقة حسيت بيها بيد تشدني ع تحت...صرت اصرخ فيه شيء بينزل!!! والممرضة تقول: نو بوش!!(لا تدفعي)...المهم فجأة سمعت صوت انفجار ومويا طرطشت وكبت! بلمت وانفجعت !! ودخلت قابلة سعودية جري فحصتني وقالت ١٠ سم!!...انا كنت مفجوووووعة معقولة الحمدلله؟! فجأة غرفتي اللي الكل مطنشها صار الكل فيها...حتى زوديا دخلت وتبتسم لي...دخلت د شوقيه قالت البيبي ضعيف لأنه المويا نزلت...لازم نشفطه...طبعا ساعتها وانا منتهية قلت اي شيء اي شيء يلا..نادت د نادين وبدأوا…طلبت اكون جالسة زي ما أتعلمت في الدورة وجلسوني رفعوا السرير! وفجأة رفعوا رجلي زي السرج! وماما تضحك تقول خسارة الدورة مو قالوا هذا لا ؟! قلت انا معليش معليش التدخل يجيب التدخل!...المهم قالت مضطرة اوسع وأشق العجان طبعا قلت معاااك حق…وبدأوا الحفلة بالضبط اللي وصفتها د. رؤى: يلا يلا دفي شدي نفس بوش بوش!! (نفسي في صورة طار بس مافي). كنت مجهدة ومنتهية فقالت د شوقيه…لو ساعدتينا ما حنشفطه…تحمست وشديت حيلي بس ماكنت عارفة ادفع صح واتمكن من نفسي! واستحيت لأني مع الدفع اعملها ع نفسي فضعفت مع الفشلة ! الين نطت نفس القابلة السعودية العسولة...ومسكت يدي من ورى الدكتورة..وصارت تقولي يلا امسكي يدي اسحبك وتسحبيني...مررررررة كانت فنانة لانه الحركة فعلا فرقت معايا...ويدها كانت لطيفة ومريحة ودعمتني مرة...وفجأة صارت تقولي وعد لو شديتي حيلك صح الساعة ٦ ونص ولدك في حضنك...قلت لها احنا كم اصلا ؟؟ قالت ٦ وربع انا قلت يعني ١٠ دقايق نخلص؟؟؟ قالت ايوة...هذه كانت الكلمة السحرية اللي خلتني زي الحصان...دفيت وخرج الحمدلله...انا كنت متخيلة حاجلس ادف ٣ او ٤ ساعات...تحمست لما عرفت انه ما بقي شيء...قالوا يلا شفنا شعره...خرجت راسه يلا يلا...وفجأة حسيت فششششش وفراغ وفجأة حطوه قدامي وانا وقتها فقدت الذاكرة الين رجعت بعدين...ولقيتهم قصوا الحبل السري مباشرة!! يارب لك الحمد...بعد ما انتهى كل شيء! استوعبت انه لما دخلت في مرحلة المخاض الاخيرة ماكنت دارية! لكن فعلا كل مواصفاتها صارت وخصوصا فقدان السيطرة وعدم الحياء!!
وكانوا بيشفطوه اصلا بس ضحكوا عليا
Comments